ونختم بشيء في هذه المسألة وهو أن الذي يبدو -والله تعالى أعلم- أننا لا نجزم فنقول: لا يعلمه مطلقاً، ولا نقول: لا بد أن يعلمه على التفصيل، فالذي يبدو لي -والله أعلم- أن الأولى في هذه الحالة أن المغتاب يتحلل تحللاً إجمالياً، ويمكن أن يكتب له رسالة أو يوسط رجلاً آخر، فلا نقول: إنه يتحلل منه مطلقاً، وليس بالضرورة أن يبين له عين ما قال فيه، وإنما يمكن أن يقول له: إنني قلت ما لا ينبغي أن أقوله. وخاصة إذا قرن ذلك بعذره وتلطف في الاعتذار وقال: قد خدعني من خدعني وغرني من غرني وكنت أسيء الظن بك قبل أن أعرفك على الحقيقة، ونحو ذلك من هذه الأمور التي تُلطف، فهذا تتحقق فيه المصلحة والعلاقة الطيبة ولا مفسدة فيه؛ لأنه ليس فيه من التفصيل ما يبعث على الحفيظة، والتلطف دائماً في الاعتذار يجعل المجني عليه يتكرم ويسامح وإن كانت الجناية كبيرة، فهذا الذي يبدو -والله تعالى أعلم- أنا نرجحه، وأظن أنه لا اختلاف بينه وبين ما رجحه واختاره؛ لأن المقصود هو الإعلام التفصيلي، أما ما يمكن أن تتحقق به المصلحة فحيث ما كانت المصلحة فثم شرع الله، والمصلحة تتحقق بالاعتذار المجمل المتلطف فيه.